سورة يوسف - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (يوسف)


        


قوله عز وجل: {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ} يصطفيك ربك يقوله يعقوب ليوسف، أي: كما رفع منزلتك بهذه الرؤيا، فكذلك يصطفيك ربك، {وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأحَادِيثِ} يريد تعبير الرؤيا، سمي تأويلا لأنه يؤول أمره إلى ما رأى في منامه، والتأويل ما يؤول إلى عاقبة الأمر، {وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ} يعني: بالنبوة، {وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ} أي: على أولاده فإنّ أولاده كلهم كانوا أنبياء، {كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ} فجعلهما نبيين، {إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.
وقيل: المراد من إتمام النعمة على إبراهيم الخلَّة.
وقيل: إنجاؤه من النار، وعلى إسحاق إنجاؤه من الذبح.
وقيل: بإخراج يعقوب والأسباط من صلبه.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان بين رؤيا يوسف هذه وبين تحقيقها بمصير أبويه وإخوته إليه أربعون سنة، وهو قول أكثر أهل التفسير.
وقال الحسن البصري: كان بينهما ثمانون سنة. فلما بلغت هذه الرؤيا إخوة يوسف حسدوه وقالوا: ما رضي أن يسجد له إخوته حتى يسجد له أبواه فَبَغَوْهُ.


يقول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ} أي: في خبره وخبر إخوته. وأسماؤهم: روبيل، وهو أكبرهم، وشمعون، ولاوي، ويهوذا، وزبالون، وقيل: زبلون، وآشر، وأمهم ليا بنت ليان وهي ابنة خال يعقوب عليه السلام، ووُلِدَ له من سريتين له، اسم إحداهما زلفة والأخرى يلهمة أربعة أولاد: دان، ونفتالي، وقيل: نفتولي، وجاد، وأشير. ثم توفيت ليا فتزوج يعقوب عليه السلام أختها راحيل فولدت له يوسف وبنيامين. وقيل: وابن يامين، فكان بنو يعقوب عليه السلام اثني عشر رجلا.
{آيَاتٌ} قرأ ابن كثير {آية} على التوحيد، أي: عظة وعبرة، وقيل: عجب.
وقرأ الآخرون: {آيَاتٌ} على الجمع.
{لِلسَّائِلِينَ} وذلك أن اليهود سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قصة يوسف عليه السلام.
وقيل: سألوه عن سبب انتقال ولد يعقوب من كنعان إلى مصر. فذكر لهم قصة يوسف، فوجدوها موافقة لما في التوراة فتعجبوا منها. فهذا معنى قوله: {آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} أي: دلالة على نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل: آيات للسائلين ولمن لم يسأل، كقوله: {سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ} [فصلت- 10].
وقيل: معناه عبرة للمعتبرين، فإنها تشتمل على حسد إخوة يوسف، وما آل إليه أمرهم في الحسد، وتشتمل على رؤياه، وما حقق الله منها، وتشتمل على صبر يوسف عليه السلام عن قضاء الشهوة، وعلى الرق وفي السجن، وما آل إليه أمره من الملك، وتشتمل على حزن يعقوب وصبره وما آل إليه أمره من الوصول إلى المراد وغير ذلك من الآيات.


{إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ} اللام فيه جواب القسم تقديره: والله ليوسف، {وَأَخُوهُ} بنيامين، {أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا} كان يوسف وأخوه بنيامين من أم واحدة، وكان يعقوب عليه السلام شديد الحب ليوسف عليه السلام، وكان إخوته يرون من الميل إليه ما لا يرونه مع أنفسهم فقالوا هذه المقالة، {وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} جماعة وكانوا عشرة.
قال الفراء: العصبة هي العشرة فما زاد.
وقيل: العصبة ما بين الواحد إلى العشرة.
وقيل: ما بين الثلاثة إلى العشرة.
وقال مجاهد: ما بين العشرة إلى خمسة عشر.
وقيل: ما بين العشرة إلى الأربعين.
وقيل: جماعة يتعصب بعضها لبعض لا واحد لها من لفظها كالنَّفَر والرَّهْط.
{إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} أي خطأ بيِّن في إيثاره يوسف وأخاه علينا، وليس المراد من الضلال عن الدين، ولو أرادوه لكفروا به، بل المراد منه: الخطأ في تدبير أمر الدنيا، يقولون: نحن أنفع له في أمر الدنيا وإصلاح أمر معاشه ورعي مواشيه، فنحن أولى بالمحبة منه، فهو مخطئ في صرف محبته إليه.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8