قوله عز وجل: {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ} يصطفيك ربك يقوله يعقوب ليوسف، أي: كما رفع منزلتك بهذه الرؤيا، فكذلك يصطفيك ربك، {وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأحَادِيثِ} يريد تعبير الرؤيا، سمي تأويلا لأنه يؤول أمره إلى ما رأى في منامه، والتأويل ما يؤول إلى عاقبة الأمر، {وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ} يعني: بالنبوة، {وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ} أي: على أولاده فإنّ أولاده كلهم كانوا أنبياء، {كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ} فجعلهما نبيين، {إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.وقيل: المراد من إتمام النعمة على إبراهيم الخلَّة.وقيل: إنجاؤه من النار، وعلى إسحاق إنجاؤه من الذبح.وقيل: بإخراج يعقوب والأسباط من صلبه.قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان بين رؤيا يوسف هذه وبين تحقيقها بمصير أبويه وإخوته إليه أربعون سنة، وهو قول أكثر أهل التفسير.وقال الحسن البصري: كان بينهما ثمانون سنة. فلما بلغت هذه الرؤيا إخوة يوسف حسدوه وقالوا: ما رضي أن يسجد له إخوته حتى يسجد له أبواه فَبَغَوْهُ.